مرثيَّةٌ لَمْ تَقَعْ _ الشّاعر محمّد علي الحدّاد
مرثيَّةٌ لَمْ تَقَعْ..
بقلم الشّاعر محمّد علي الحدّاد
أوراق الدفلى رخوة أورِّّقها، هي جفوة أنساقها ، تعْلَق بي، حفية أعناقها وحنجرة من غليل، وأنا في التماهي أتسربل عسرا بيسر، وأكفان من دمقس وجدائلُ تتراقص في عشية جنَّاز، وأرائك منضودة ممدودة للمشيعين الحفظه ، نمل مٱنس وحلازين أليفه، غرابان و نوارس وغرانيق وعقاب وقور ووحيد وحمامات ببياض منتوف و بيضات فقست للتَّوِّ في غير أوان ، وٱبن ٱوى وٱبن عرس ، وأيائل وثلاث ضباع خَنِثَهْ، ولاأرى حضُورا للبجع ، وحفيف حسرة وحثيث رضًى وعثيث أسئلة لصنوبرات المقبره ، ورفيف أوراق نعناع وحبقات ، وٱستباق الواصل بدون الموصول، والواشم الْقَوَّال المفوَّه المسَّفه ، والرّويّ والقافيه ، والمتخفِّي بدون المتجلّي، والوحشه تتألّف إن كان قميصها قد من قُبُلٍ دُبُرٍ، وأحلاف أصوات مجلجلة ، ودلاء من بئر وغميس من هواء وطين وماء ورفيس خطى من عسس، وكحل مُخْتَلَس وجثوم من حجر في كلوم ، وغصيص حناجر ، وغميق محاجر في نعوش، وكفكفة للكفوف، ونفنفة في شميم حنوط، تطالعني أقمصةٌ متداككه شخوصها يغيبون متلكئُون في بوائقهم ، وقَلَقُ نِمْسٍ ، وتَمَلُّق لقالق غير متوقع ، وحماقات وٱنتصارات وخلوة ولوعة تفوت، وصباغ ودباغ للعروس وخفوت، وخنوس ، ولكن المدعوَّ لم يكن هو ذاته المشيّع، أكاليل ومفاعيل مهابيل ، شعور مخبَّصة ، وملق لسائلين ، أبصرتُ قلنسوات وتنانير وتبّانا فاقعا ومئزرا من صوف بخيوط عنكبوت ، تلفَّحْتُ بنور فالح وحبور وجناحات مُثْلجَاتٍ منفتقة من أطاييب وسِدْرٍ، وضراعة فراشات وحَلَفُ أيتام ،ولمحت عميانا يَرْثُونَ واسعة العينين مكحّلة ، وغَشِيَنَا طُرْشٌ يعزفون بكمنجات تسبيحا مكتوما، وأصدقائي الكتبه يصفون السحاب والتراب لوجه يشبهني يشبّهني بالمديد ، وأوراق رجاء حناء تعْلَق بي ، وكحل نساء غنجات في سواد راقص من الدنتيل،... أختان حبيبتان تصبّان الماء دمعهما المجروح على وجهه وٱمرأته كمده تعفره تكمِّده برضابها المبحوح، ... و هو وما حفظ من شهادة ، مغيَّب الدثار مزمّل بالفاتحة الفتوح ، في خفيض سكينة ، وزخم من لبخ طين ومعول يرتجّ ، واليدان مفتوحتان للإله وعلوّ من لوح مقروء عساه عساه، و لا من يصيخ ولا بصيص غير نور أمه يمتد… يلفّه بالشّعاع ..
تونس ،
حمّام الأنف 24 سبتمبر 2024
خواطر
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات