عشيقة شرعية _ سعيدة حميد

 عشيقة شرعية .

كان على موعد مع القناة لتسجيل حصة من برنامجه الاسبوعي "في رحاب الايمان " استفاق ظهرا بعد قضاء ليلة من الذكر في حضرة كبار الشيوخ والدعاة والمريدين ...

حرص قبل الخروج من قصره الفاخر ان يكون بمظهر يليق بالبرنامج ...تأكد من ظهور طابع الايمان على جبهته ...زادها قليلا من اللون الاسود ...حرص ان يلبس اغلى الماركات العالمية وتعطر بأرقى العطور الباريزية ،وضع ساعته الرولكس دون ان ينسى السبحة الزمردية التي يزين بها يده و تزيده قبولا وتقديرا و هيبة ...ركب سيارة اخر موديل واشار الى السائق بان يسرع لان وقت البرنامج اوشك ان يبدأ ...مرت الحلقة كالعادة في جو من الايمان والوعظ والارشاد تأكد من ارتفاع عدد متابعيه فانفرجت اسارير وجهه واطمأن الى انه في الطريق الصحيح ... خرج من القناة وهو يفكر في موضوع آخر يدغدغ المشاعر اكثر ويضمن ارتفاع نسبة المشاهدة وعدد المتابعين ... امر السائق أن يعرج على النادي حيث يتواصل مع محبيه ومريديه مباشرة وفي نيته ان يلتقي بفاتن ...فاتن التي فتنته وعقد العزم على ضمها لحريمه ليتم العدد حسب الشرع ..رأته فاتن فأقبلت عليه بكل وقار وحياء فامرها بالجلوس ...يسرق النظرات من تحت نظارته ..".انها لي بإذن الله وعلى سنة الله ورسوله "...

تواصلت اللقاءات وقرر الشيخ ان يرتبط بها على سنة الله ورسوله ...فرحت فاتن ووافقت دون تردد ...انه حلم كل فتاة مؤمنة متخلقة ...اغدق عليها من المال ماتشتهي ووعدها بحياة لم تحلم بها ...مر كل شيءكما اراد الشيخ وكما حلمت فاتن ...وتم عقد القران ...انه يوم سعدها ان تكون قرينته التي يبحث عنها ... اخذها الى شقتها وقضى الليلة بجانبها ...ثم غادرها صباحا ...اتصلت لتطمئن عليه ففوجئت به وهو يخبرها انه عند ام اولاده ... لم تصدق الخبر .. " انت متزوج؟" قالت و قد اربكتها الدهشة، ثم .اكدت على حضوره الليلة لمناقشة الموضوع، لكنه انهى المكالمة ... عليك ان تنتظري دورك ...ظلت فاتن حبيسة الدار بين خدم يراقبون تحركاتها واتصالاتها وحراس خارج المنزل تحت خدمتها... شعرت فاتن بالخيانة فقد كانت تظن انها حبه الوحيد ...شعرت بانها عصفور احضروه الى قفص من ذهب...بدأت تضيق جدرانه ويتلوث هواؤه ...بكت كثيرا وشعرت انها مجرد ضرة ،فقررت ان تطلب الطلاق ... " انه لن يرفض ذلك فهو شيخ سمح واخلاقه لن تسمح بإبقائي معه دون رغبتي" ...

فوجيء الشيخ ابو علاء بقرار فاتن فغضب منها كثيرا وقرر معاقبتها ...فغادر البيت ...حملت حقيبتها وقررت مغادرة البيت دون اذنه لكن الحراس منعوها ..."كيف يمنعني من الخروج ؟ هل انا سجينة هنا ام زوجة ؟" قصدت احدى الخادمات تطلب معرفة شيء عنه فصدمتها اخباره .."انت لست الاولى التي تدخل هذا البيت سيدتي ...قبل ايام فقط طلق نوال".." من نوال ؟ " احدى زوجاته " " وهل كانت هناك زيجات اخريات ،؟ " " اهووووه....كثيرات سيدتي... سيدي ابو علاء لا يحب الا زوجته ام علاء ،ابنة عمه ،اول حبه و اولى زوجاته "...و طبعا كان مصيرهن الطلاق ، لفظهن كما تلفظ النواة ... " نعم ،كلهن طلقهن بعد ان انتهت رغبته منهن "...قالت وهي تضحك .".انهن مجرد عشيقات شرعيات "..."ماذا ؟ عشيقة شرعية ؟ ...هل انا مجرد عشيقة شرعية ؟ " " لست وحدك سيدتي ،هناك اخريات ، كل واحدة في قفصها الذهبي " ...

احست فاتن بخيبة كبيرة ...تهاوت كل احلامها امام قوة وبشاعة هذه الكلمة ...

بعد ايام عاد الشيخ الى زوجته تحقيقا للعدالة ...لم تهتم به فاتن ولم تبد استعدادا ولا قبولا ولا فرحا بحضوره ...لكنه ابدى رغبته في اخذ حقوقه كاملة رغما عنها ...زادت فاتن ثقة ان زواجه منها لم يكن الا نزوة وسيتخلص منها قريبا...فقررت الطلاق ... سألها بكل برودة عن سبب طلبها الطلاق...

"لم أبخل عليك بشيء ...كل طلباتك تحضرك لا ينقصك شيء..حققت لك كل ما طلبت و أكثر ".. "لكنك لم تخبرني انك متزوج ، اشعر انني مجرد عشيقة" ... ابتسم بخبث ليطمئنها "لكنك عشيقة شرعية وهذا مهم...نحن لا نفعل حراما ...كله على سنة الله ورسوله "...وانا لا اريد ان اكون مجرد عشيقة شرعية" ..."لا يهم ما تريدينه انت ...ماعاد قرار البقاء او الانفصال بيدك ...لن تغادري هذا البيت الا حين اريد انا ."

سعيدة حميد .