ثلاث نساء وشاعر _ محمد دعدي
"ثلاث نساء وشاعر"
1 – همس الأولى
وبالقصائدِ حين يمحوها ويكتُبْ ....
إنّي على صدرِ الحروفِ نمتُهُ ....
والماءُ بينَ يديَّ من كفِّيهِ يُسكَبْ ....
قالَ: "دعيني في ممالككِ أسيرْ ....
جسدي ارتعاشٌ فيكِ… والنهدانِ كوكبْ"
فاحتضنتُ الليلَ الطويلَ بشهوةٍ ....
وغفوتُ… لكن صدرَهُ عنِّي يُقلّبْ ....
2 – أنين الثانية
كاذبةٌ هي.....!
أنا مَن كانَ يعبرُ من نداها .....
أنا مَن صلّى على نهديِّها…
لكنّه عادَ إليَّ وسَجدَ في نجوايَ، تاهَا...
كانَ يقولُ:
"الشِّعرُ في عينيكِ يبدأُ
والجُنونُ على يديكِ لهُ مَآهَا"
والفجرُ ما انفكّ يُشبِهُ صوتَهُ ....
حين ارتجفنا في السُّرُرْ .....
كيفَ تنسى من تُذيبهُ ؟
كيفَ يخطئُ في الأثرْ ؟
3 – وجع الثالثة
تبكونَ رجُلاً لم تعرفوهْ ....
ذاكَ الذي يسري إليَّ ....
حينَ تنامُ الخيمُ في وجعِ السُطورْ.
كانَ معي ....
وبكى على كتفي ....
وقالَ: "ما ضَمَّ الغيابُ سواكِ يا وطنَ العطورْ"
لا تستفيقوا من سرابِكُنّ ....
هو في دمي…
هو لا يزالُ هنا… يُحرّكُني ....
ويصهلُ فيّ…
وكلَّ مساءٍ يشتهيني كالخُيولْ ....
4 – صوت الشاعر الغائب
يا أيّتها المُتوهِّماتُ بأني كنتُ معكُنَّ ...
أنا الذي أكتبُكنَّ ....
أنا الذي أُلبسُكنَّ رغباتٍ من ورقْ ....
كلّما لامستُ القصيدةَ ....
جاءتْ واحدةٌ منكنّ ....
تعرّتْ… وادّعتْ ....
أنّي لها… أنَّ الغرامَ لها .....
وأنِّي حينَ أفكُّ حزامَ قصتي ....
أضعُ شفتيها بينَ السطورْ ....
لكنني…
ما كنتُ مع إحداكنَّ الليلةَ الماضيةْ ....
كنتُ مع التي لا تعرفنَها ....
امرأةٌ تسكنُ في صمتي ....
وفي نارٍ قديمةْ ....
امرأةٌ لا تكتبُ .....
لكنها كلَّما شهقتُ،
توقّفَتِ القصيدةْ
وسلامتكنم.
محمد/دعدي
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات