لغة الخلود _ نجاة كلش

 لغة الخلود

خاطرة

لغتي العربية لغة البقاء والخلود..

لغة آبائي، وأهلي ، والجدود

لغة محفوظة من الله رب العباد..

بحفظ القرآن المنزّل بلغة الضاد..

لغة بالدين الحنيف ، وبالكتاب الكريم ارتبطت..

وبها أقدس ، وأعظم الرسالات نزلت..

والصلاة لا تصحّ إلا إذا بها نُطقت..

ما لغة منطوقة تُطاولها عزّا ومجدا..

فالكل هواها ، وازداد بها شغفا..

فلا عجب؛ بها نزل كلام الله ، فيكفيها شرفا..

في أصولها وجذورها ثابتة وراسخة..

وبفضل ميزاتها وخصائصها متجددة وشامخة..

لين ومرونة ، ولمقتضيات العصر متكيفة وعارفة..

علومها عظيمة متعددة: نحو ، وصرف، وبلاغة ، وعروض وقوافٍ ، واشتقاق ، وإعراب ، وتضاد ، وترادف..

لغة حضارة إنسانية واسعة: عِلم ، وسياسة ، وأدب ، وفنون ، وتجارة ، وعمل ، ومنطق ، وتشريع ، وأصول.

كلماتها تمثّل خواطر النفس ، وبوح المشاعر ، ونبض القلوب..

وألفاظها تصوّر الطبيعية ، وبسحرِها الكل يذوب..

تغنى بها الشعراء منذ القدم

وسال بوصفها المحابر والقلم..

قيل فيها الكثير والكثير:

ليس لها طفولة ولا شيخوخة ، وتثبّت العقل ، وتزيد في المروءة..

لغة التحدي والإعجاز ، ما لانت قناتها يوما أمام أعدائها..

وما تقهقرت أمام لغة ، بل حافظت على كيانها..

فهي بحق، ملكة تتربع على عرش اللغات..

وبفضل كتاب الله عانقت كل المناطق والجهات..

معرفتها إذن فرض وواجب ، وحمايتها قانون لا تشوبه شوائب..

إذا أُهينت أُهين الشعب ، وإذا ضعُفت وماتت ، فضعفُها وموتُها موْت لكل حضارة ، وعراقة ، وأصالة..

إنها مستودع يحمل العقيدة ، والتاريخ ، والحضارة..

وهي رابطة قوية تؤلف بين القلوب والعقول ، والعروبة.

فيا أبناء يعرب، تحدثوا بها، ولا تتوانَوْا..

وبعزّها ومجدها افتخروا ، وارفعوا رؤوسكم ، وتباهَوْا.

نجاة كلش